Monday, May 14, 2012

لما باسم سلفني المقلمة بتاعته

و أنا في المدرسة في إبتدائي كان فيه ولد اسمه باسم.
مش فاكر باسم ايه.
كان لطيف احيانا و عنيف أحيانا... عادي يعني زي أي ولد في إبتدائي.
و بعدين مرة كنا في الفصل و مدرسة العربي كانت بتهزق باسم قدامنا كلنا. العيال كانوا اشتكوا منه كتير و اللي قاعد جنبه في الفصل قال انه عضه باين أو حاجة كده.
فضلت تهزق فيه و العيال تشتكي و الولد قاعد مكانه و باصص في الأرض.
فجأة و بدون مقدمات لقيت نفسي باقول بصوت عالي "باسم سلفني المقلمة بتاعته قبل كده".

المدرسة قامت بَاصة ناحيتي و قالت "و أنت بتحامي له ليه؟"

ماكنتش عارف يعني ايه "بتحامي". مش عارف ليه حسيت إنها ممكن تكون حركة ميل بالجسم. بصيت ورايا أشوف من اللي بيحامي على اللي جنبه ده.

قالتلي "أنت أنت!"
"أنا؟"
"آه أنت بتحامي له ليه؟!"
سكتت.
"طب مادام بتحبه قوي كده اقعد جنبه انت. بدل مكانك مع اللي جنبه!"
شلت حاجتي و رحت قعدت جنبه.
و أنا باعيط طبعا.
مكنتش متأكد ليه كنت باعيط بس كنت فاهم إني باتعاقب و ده كان سبب كافي للبكاء بالنسبة لي.
بصوت واطي باسم وطى عليَّ (حامى عليَّ ؟) و قاللي حاجة زي أنت الوحيد في الفصل ده اللي حاسس بينا.
أو حاجة هبلة زي كده.

لما روحت البيت حكيت لأهلي. مش فاكر بالظبط قالولي إيه لكن علشان أنا كنت متضايق جدا و بعيط أخدوني لمدرسة العربي و صالحوني عليها.

دي كانت أول مرة حسب ذاكرتي أعمل الحركة دي: إني آخد صف الشخص اللي محدش عايز ياخد صفه. و من ساعتها و الموقف ده هو مركزي الأخلاقي و الاجتماعي و الديني.
مش مهم الشخص عمل ايه أو ايه ظروفه. المهم انه لو لوحده و مرفوض يبقى أنا في صفه.

و ده يا  سادة موقفي تجاه اليهود.
و موقفي تجاه البهائيين.
و موقفي تجاه النوبيين.
و موقفي تجاه جورج بباوي.
و موقفي تجاه مايكل نبيل.

و بالعكس لو فيه فئة مظلومة لكن كل الناس متضامنة معاها يبقى مش هانحاز ليها. ولا ضدها. ببساطة مش هاهتم قوي كده.
و ده إلى حد كبير موقفي تجاه القضية الفلسطينية. (بدون الدخول في معضلة إن الاسلاميين حولوها قدام المجتمع لقضية دينية إسلامية)

و علشان كده برضه لما قوى الثورة المصرية تحولت للحملات الإنتخابية فقدت إهتمامي.
كده الاغلبية هتختار... و أنا كالعادة هختار الصف الآخر. أنا بالمناسبة معنديش أي مشكلة في ده، بل بالعكس ضميري مستريح تماما.
انتم احرار تحتكموا لرأي "الشعب".
أنا هابقى مع التانيين.



No comments:

Post a Comment