عزيزي،
لا أعتقد أني كتبت مقدمة لأي شيء على هذه المدونة قبلا، أولا لأني لا أكتب إلا حينما يشغلني موضوع للغاية حتى يبدأ في ازعاجي، و بالتالي يدفعني لإخراجه من بالي بالكتابة عنه، و ثانيا لأن قرائي ليسوا بالكثرة التي تسمح لي بأن أجازف بخسارة إهتمامهم بمقدمات مملة.
لكنني الآن اجد نفسي مضطرا لعمل إستثناء، فبدون مقدمة سوف يسيء الجميع فهم هذه السلسلة. لذلك فباختصار:
- هذه سلسلة هدفها طرح بعض الأفكار في الفكر المسيحي الحالي - كما عرفته من الكنائس المصرية بطوائفها و إن كان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية نصيب الأسد - و نقدها.
- مثل كل التدوينات المسلسلة هنا، غالبا لن أنهي هذه السلسلة، فدائما ما أشعر ان لدي المزيد لأقوله، و دائما ما أتوقف قبل ان أقوله كله، و بالتالي فهذه السلسلة لن تشمل كل أو حتى اغلب المشاكل التي في فكرنا الديني المعاصر.
- تلاحظ عزيزي أنني كتبت "فكرنا". نعم، أنا مازلت أنسب نفسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لذلك فهذه السلسلة ليس هدفها تفكيك العقيدة المسيحية و نقدها لإثبات خطأها. إن كنت جئت لهذه الصفحة بحثا عن مايعضد إيمانك النسبي بعقيدتك الغير مسيحية عن طريق قراءة نقد للمسيحية من "شاهد من أهلها"، فأنا آسف جدا، النمرة غلط.
- قد تجد في هذه السلسلة بعض النقد لفكر ديني غير مسيحي أيضا، لن يكون ذلك اصطناعا للحياد أو محاولة للموازنة 'علشان محدش أحسن من حد' إطلاقا. كذلك لا يجب أبدا ان تظن عزيزي أنني اريد ان أوحي لك بأن 'كله زي بعضه'. يكفيني أن تعرف ذلك.
- أكتب هذه السلسلة لسبب واحد، أنني أرى لنا ككنيسة إيمان أقوى و أفضل و أكثر مسيحية من ذلك الذي لدينا الآن، و هذه الرؤية واضحة جدا في عقلي و قلبي حتى أنني اجد نفسي مدفوعا دفعا لمحاولة تحقيقها و لو على مستوى ضيق (أي في القريبين لي، و لا أخفي عنك يا عزيزي أنك أحدهم)، و لن يحدث ذلك حتى نهدم المعبد على رؤوسنا أولا.
- قد أتحدث عن الكنيسة الأولى و الآباء أحيانا في هذه السلسلة. لكن إن كنت لا تعرفني جيدا بعد يا عزيزي، فأنا لست آبائي، أي أنني لا أظن ان الكنيسة يجب ان تعود إلى قوانين و فكر الآباء حتى نعود كلنا إلى أي نوع من الماضي المجيد. أنا فقط أرى الآباء كأحد المصادر المهمة التي تقدر أن تكشف لنا اخطائنا الحالية و أحيانا قد تنجح في ان تقدم لها بعض الحلول. أعتقد أن مستقبلنا يجب ان يكون عالما بماضيه و مستمدا للحكمة منه، و لكنه متخطي له و متقدم فكريا و روحيا عنه كثيرا، فحتى إذا كنا نقدر على العودة إلى الماضي، فلا أظن أنه ينبغي علينا ان نريد ذلك.
تكفينا كلينا هذه المقدمات... فلنبدأ
No comments:
Post a Comment