Tuesday, May 22, 2012

عن الفلول و الاخوان و أبوالفتوح و أساطير أخرى

طيب... علشان أنا طهقت من الثورجية اللي بيروجوا لأبو الفتوح قررت اقول أخيرا رأيي عنه. مش لإن رأيي مهم لا سمح الله ولا لأنه هيقنعهم، لكن علشان زي ما قلت: طهقت.
كتبت كام تويتة و بعدين قررت أجمعهم هنا.

ايه مصدر كراهيتكم للفلول؟ هل هي لأن الفكر "الفلولي" هو مهما كان، وبالضرورة، عدو للثورة؟ ده كلام فارغ و لو بتصدق فيه تبقى ساذج.
هل الفلول كلهم زي بعض؟ هل عمرو موسى زي احمد شفيق زي عمر سليمان زي فتحي سرور؟ هل كلهم بينتهجوا نفس المنهج و مواقفهم واحدة؟ برضه ده كلام فارغ.

السبب الوحيد المنطقي في رأيي لمعاداة من نسميهم بالفلول بوجه عام هو انهم جزء من منظومة علاقات و مصالح متشابكة جابت البلد دي الأرض. مفروض اننا فاهمين كده، صح؟ اصلها تبقى مصيبة لو احنا بنعمل حملاتنا ضد "الفلول" زي ما بنشجع كورة كده، عداء ناتج عن إنتماء "للفريق الآخر".

لو احنا ضد الفلول لأنهم جزء من منظومة الفساد دي فبالمثل أنا ضد أبوالفتوح و شايف فوزه مايختلفش عن فوز عمرو موسى.
لأ... مش لأنه إسلامي فهو أكيد ضد الثورة و مش لأنه إخواني "سابق" فهو أكيد صاحب مشروع فكري لا يختلف عن مشروع الشاطر (أو الاستبن مرسي)... أنا ضد أبوالفتوح لأني شايفه جزء من منظومة العلاقات و المصالح اللي دمرت مصر، جزء من "النظام" - بس فرع "إخوان". حيث الإخوان هنا أنا بفكر فيهم كشركة تجارية... و أبوالفتوح أحد مؤسسيها. 


هنا سؤال مهم. هل حضرتك شايف الإخوان شركة زيي؟ هل مدرك لدرجة تعاونهم مع النظام؟ هل مصدق انهم جزء منه و إن علاقاتهم بأمن الدولة لا يمكن كسرها؟ علاقة مش ثابتة ولا بسيطة لكن ماشية على المثل بتاع "اجعل أصدقائك قريبون و أعدائك أقرب". تعاون و صفقات و فلوس و سلطة و تصفيات حسابات و كل الدراما اللي قلبك يحبها - و ده على مستوى القيادات طبعا مش الشباب اللي في الجامعة اللي فاكرين نفسهم أعضاء.


أبوالفتوح هنا - في أحسن الافتراضات - مؤسس شركة كبيرة اتخانق مع مجلس الإدارة و راح يفتح شركة تانية. كده يبقى الكلام عن الأيديولوجية و البرامج مجرد فراغ عاطفي لأنه زي أي بيزنيسمان عليه القيمة أبوالفتوح لما ساب الشركة أكيد فضل معاه علاقاته و أصدقائه. بالتالي لو أنت مصدق إن الإخوان بيشتغلوا مع أمن الدولة فأبو الفتوح أبوالإخوان!

الموضوع بقى مش رومانسي ثوري و مالوش علاقة بنظريات المدارس الفكرية. الموضوع إنك بتنتخب شخص. و الشخص ده جزء من النظام - فلول أو إخوان - حالي أو سابق. 

فيا ريت اللي فاكر نفسه رايح ينتخب فكرة يفوق و النبي. أنت بتنتخب شخص - بعلاقاته و امكانياته اللي مكنته من انه يرشح نفسه أصلا.

و يسقط الرئيس القادم

Monday, May 14, 2012

لما باسم سلفني المقلمة بتاعته

و أنا في المدرسة في إبتدائي كان فيه ولد اسمه باسم.
مش فاكر باسم ايه.
كان لطيف احيانا و عنيف أحيانا... عادي يعني زي أي ولد في إبتدائي.
و بعدين مرة كنا في الفصل و مدرسة العربي كانت بتهزق باسم قدامنا كلنا. العيال كانوا اشتكوا منه كتير و اللي قاعد جنبه في الفصل قال انه عضه باين أو حاجة كده.
فضلت تهزق فيه و العيال تشتكي و الولد قاعد مكانه و باصص في الأرض.
فجأة و بدون مقدمات لقيت نفسي باقول بصوت عالي "باسم سلفني المقلمة بتاعته قبل كده".

المدرسة قامت بَاصة ناحيتي و قالت "و أنت بتحامي له ليه؟"

ماكنتش عارف يعني ايه "بتحامي". مش عارف ليه حسيت إنها ممكن تكون حركة ميل بالجسم. بصيت ورايا أشوف من اللي بيحامي على اللي جنبه ده.

قالتلي "أنت أنت!"
"أنا؟"
"آه أنت بتحامي له ليه؟!"
سكتت.
"طب مادام بتحبه قوي كده اقعد جنبه انت. بدل مكانك مع اللي جنبه!"
شلت حاجتي و رحت قعدت جنبه.
و أنا باعيط طبعا.
مكنتش متأكد ليه كنت باعيط بس كنت فاهم إني باتعاقب و ده كان سبب كافي للبكاء بالنسبة لي.
بصوت واطي باسم وطى عليَّ (حامى عليَّ ؟) و قاللي حاجة زي أنت الوحيد في الفصل ده اللي حاسس بينا.
أو حاجة هبلة زي كده.

لما روحت البيت حكيت لأهلي. مش فاكر بالظبط قالولي إيه لكن علشان أنا كنت متضايق جدا و بعيط أخدوني لمدرسة العربي و صالحوني عليها.

دي كانت أول مرة حسب ذاكرتي أعمل الحركة دي: إني آخد صف الشخص اللي محدش عايز ياخد صفه. و من ساعتها و الموقف ده هو مركزي الأخلاقي و الاجتماعي و الديني.
مش مهم الشخص عمل ايه أو ايه ظروفه. المهم انه لو لوحده و مرفوض يبقى أنا في صفه.

و ده يا  سادة موقفي تجاه اليهود.
و موقفي تجاه البهائيين.
و موقفي تجاه النوبيين.
و موقفي تجاه جورج بباوي.
و موقفي تجاه مايكل نبيل.

و بالعكس لو فيه فئة مظلومة لكن كل الناس متضامنة معاها يبقى مش هانحاز ليها. ولا ضدها. ببساطة مش هاهتم قوي كده.
و ده إلى حد كبير موقفي تجاه القضية الفلسطينية. (بدون الدخول في معضلة إن الاسلاميين حولوها قدام المجتمع لقضية دينية إسلامية)

و علشان كده برضه لما قوى الثورة المصرية تحولت للحملات الإنتخابية فقدت إهتمامي.
كده الاغلبية هتختار... و أنا كالعادة هختار الصف الآخر. أنا بالمناسبة معنديش أي مشكلة في ده، بل بالعكس ضميري مستريح تماما.
انتم احرار تحتكموا لرأي "الشعب".
أنا هابقى مع التانيين.