Wednesday, March 30, 2011

مافاضلش


مافاضلش في قلبي شعور و لا في عقلي منطق
إلا و معجون فيه يا ترى، و يا ريتني ماختارتك!

هو أنا أصلا اخترتك ولا إنتي اللي إختارتيني؟
شفتي حتى ده مش عارفه، مش قلت مطلعة عيني؟!

مفيش أسئلة مابتنزلش على خفوت في الصوت و كسرة عين
و لا ضحك مابـيقلبش تنهد، أو سكوت... أو الإتنين

سنين بتتكلمي و لسة ماوصلتيش لعايزة إيه
وانا سامعك و مستني و كلامي مربوطة ايديه

و لو فكيتهم مش هيعرف يمسك عليكي كلام
و لو مسك هتفرق إيه؟ ماهو أنا زيك تمام

سبعة و عشرين سنة و لسة مش لاقي هوية
و احنا الإتنين بندور عاللى يعلمنا حرية

Tuesday, March 22, 2011

نتيجة الإستفتاء و الاتنين مليون


بصوا بقى علشان أنا ابتديت أتفقع من الكلام بتاع "لازم نقبل النتيجة" ده.
اللي عايز يصدق نسبة نعم بتاعة ال77% على راسي من فوق... بس انتوا فعلا مصدقين الاتنين مليون اللي مفروض انهم صوتوا في القاهرة؟!


أنا هاسيبني خالص من المحافظات الأخرى رغم اهميتها، لإن موضوع القاهرة ده بالذات رافعلي الضغط.


يعني أكتر عدد لجان للإستفتاء موجود في القاهرة و اغلبهم فضل زحمة طول اليوم و منهم اللي اضطر يقفل بعد معاده... و يطلع اللي صوتوا 2 مليون بس؟!


يعني الأقباط بس مش أقل من 6 مليون و نسبة كبيرة منهم عايشين في القاهرة، و يطلع اللي صوتوا 2 مليون بس؟!


يعني اسكندرية تعدادها حوالي ربع تعداد القاهرة و حسب كلامهم صوت فيها مليون و نص، و يطلع اللي صوت في القاهرة 2 مليون بس؟!


و بعدين بلاش كل ده، اللي راحوا التحرير على طول الثورة مش اقل من 4 مليون...
و لاحظ يا محترم إن اللي راحوا التحرير دول مكانوش مقطوعين من شجرة، دول ليهم أهل. و رغم إن في من الاهل دول اللي طلعوا عنيهم في الأول بس بعد مبارك ماتخلي عن الحكم نسبة كبيرة منهم بقوا في صف "الولاد الأبطال" اللي راحوا مظاهرات التحرير.
يعني أقل واجب كان إنهم يروحوا الإستفتاء...


و مش هاقولك يصوتوا بـلا لأن أكيد في شباب من اللي نزلوا التحرير قالوا آه - و لو إني أدعي إنهم إما أقلية مثقفة (مع احترامي لرأيهم و عدم إقتناعي بيه في نفس الوقت) أو إخوان (مع احترامي ليهم برضه).
بس عالأقل الناس دي كلها كانوا رايحين الاستفتاء بأهاليهم و أقاربهم.


بس اللي راح حسب النتيجة الرسمية 2  مليون.
أو 2  مليون و 300 ألف للدقة.


معلش، بس أنا مش هأقدر آكل من الكلام ده خالص، و مش فاهم الناس مقتنعة بيه إزاي.


و أحب الفت النظر إلى إن النتيجة بنعم - و اللي كانت متوقعة بالمناسبة - كان ممكن اقبلها بسهولة. احنا أصلا (بتوع لأ) كنا نفسيا جاهزين للهزيمة لما النتائج المبدئية ابتدت تتقال.


بس الأرقام دي تثير الشك.
و لو النتيجة كانت نعم فعلا بنسبة المشاركة المنطقية، ليه يطلعوا لنا النسبة المسخرة دي؟
آه و بالمناسبة لو نسبة المشاركة في القاهرة فعلا كانت قليلة كده، قعدوا كل ده لغاية مطلعوها ليه؟ مع العلم إن فيه محافظات عدد لجانها اقل و خلصت بدري.


الناس اللي شايفة إن اللجنة القضائية دي كلها فوق مستوى الشبهات، أعذروني بس أنا - من حيث المبدأ على الأقل -  مش شايف الفرق بين حضراتكم و الناس بتاعة "أزهى عصور الديمقراطية" أيام تزوير مبارك.


و أعذروني... بس أنا مش هاقبل النتيجة دي.
مش هتظاهر ولا أي حاجة شبيهة... بس مش ناوي "أبقى واقعي" و أبتدي "أفكر لقدام" دلوقتي.
نفسيا مش قادر، لاني حاسس إني مضحوك عليَّ.


معلش، بس ارجوك
يا تاخدني على قد عقلي، يا تساعدني أفهم الرقم ده جه منين. أو بالأصح تفهمني الأصوات دي راحت فين...


و شكرا

Sunday, March 20, 2011

أنا آسف


أنا آسف إني معملتش حاجة علشان أحميك إنت و غيرك من اللي قبض عليهم أمن الدولة أو الجيش و بهدلهم و عذبهم.

أنا آسف إني احتفلت بالنصر و أنت لسة في معتقل أمن الدولة أو في السجن الحربي، و أنا بحاول أنسي علشان تعبت و نفسي افرح بقى.

أنا آسف إني مش لاقي حاجة أعملها لكل واحد اخد حكم عسكري ظلم و مرمي في سجن أو إصلاحية أو معتقل من غير محاكمة حتى - علشان الثورة خلصت خلاص و دلوقتي "بنحاول نحافظ على مكاسبها"!

أنا آسف يا رامي و يا علي و يا عَمرو، و آسف أكتر بكتير لكل واحد لا أنا عارف اسمه ولا جراله إيه.

أنا آسف إني باكتب الكلمتين دول متأخر جدا بعد صراع مع نفسي أصدق إيه و مصدقش إيه، علشان عارف انه لو صدقت هفقد شوية الإحساس بالأمان اللي رجعولي، وانا متلصم بالعافية.

أنا آسف لكل واحد بيقرا الكلمتين دول علشان نكدت عليه... أنا حاسس بيك صدقني، بس على الأقل النكد أرحم من الظلم. 




Tuesday, March 15, 2011

ثقوب في الثورة 1: المرحلة الأولى - مابين تخلي مبارك و استقالة شفيق



اللي بيحصل في البلد حاليا كتير جدا و أنا شخصيا مش لاحق اتابع، و بصراحة أغلب اللي بيحصل حاجات تقلق.
و نظرا لأن الشعب كله - و أنا منه - عنده ذاكرة السمكة، هحاول أعمل ملخص لكل الظواهر المقلقة اللي حصلت من ساعة تخلي الرئيس السابق مبارك عن الحكم.
الهدف هو محاولة عمل صورة كبيرة للمشاكل في مصر مابعد الثورة (مع افتراض إن احنا فعلا بعد الثورة)... لعل الرؤية لما هو قادم من مشاكل تضح!

ملحوظة: هأحاول اني أرفق مصدر موثوق به (صحيفة محترمة، مدون معروف، مقطع فيديو، بيانات لمنظمات حقوقية... الخ.) لكل خبر أشوف انه يحتاج لمصدر.
ملحوظة 2: أرحب بأي إضافة للتدوينة دي لو مرفقة بمصدر.

1- عند استلام المجلس الأعلى للقوات المسلحة للسلطة لم يغير من نبرة السلطات المصرية السائدة ما قبل 11 فبراير و هي "ساعدونا على دفع عجلة العمل". هذا الإتجاه كان غالبا على رسائله القصيرة لمستخدمي المحمول. هذا في حد ذاته ليس شيئا سيئا، لكن احب ان الفت النظر إلى ان هذا النداء هو نفس نداء الرئيس المتخلي عن الحكم و نداء الفريق أحمد شفيق و نداء كل التيارات المعادية للثورة منذ بدايتها.

2- يوم 13 فبراير بدأنا نسمع عن محاولات للجيش لإخلاء ميدان التحرير من المعتصمين بالقوة. (مصدر)

3- يوم 14 فبراير بدأنا نرى مشادات المادة الثانية في الدستور على مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك و تويتر. في نفس الوقت بدأت تنتشر حملات "احنا آسفين يا ريس" و ماشابهها - ما أطلق عليه في ما بعد الثورة المضادة.

4- ايضا يوم 14 فبراير بدأ الجيش يطالب المحتجين في ميدان التحرير بالرحيل أو مواجهة الإعتقال ثم فض إعتصام رمزي بالقوة مع منع الصحفيين من تغطية المظاهرات. ايضا يقرر استمرار غلق الجامعات و سأفترض هنا إن الدافع هو الخوف من زيادة المظاهرات. (مصدر)

5- ايضا يوم 14 فبراير سمعنا عن عقد اجتماع مغلق بين بعض الشباب (منهم وائل غنيم) و المجلس الأعلى للقوات المسلحة. المشكلة هنا هي ان الإجتماع كان مغلق (مصدر)، كما ان هذه المفاوضات بدأت قبل الافراج عن المعتقلين مما يشكك في جدواها و شرعيتها و ندية المتفاوضين. و يرجى ملاحظة ان الجيش هو من اختار مفاوضيه.

6- اخيرا يوم 14 فبراير ايضا استضافت ريم ماجد ضباط من الداخلية على برنامج بلدنا بالمصري. (مصدر) و رغم إنها سألت كل الأسئلة الضرورية لكن الضباط التفوا حولها. أصر هؤلاء الضباط على ان المتظاهرين هم من بدأوا بالعنف. كما ابدوا جهل عام بالقانون. غير انهم لم يظهروا أي ندم على ما بدر من الداخلية منذ 25 يناير. كان واضح إنه ظهورهم على الشاشة كان هدفه محاولة تبرئة ضباط الداخلية و تحسين صورتهم فقط، لكن النتيجة بالنسبة لي على الاقل كانت العكس بالضبط.

7- يوم 16 فبراير تم تعيين طارق البشري رئيسا للجنة تعديل الدستور. قد يكون هذا الإختيار خلفه رسالة و إن كنت لست متأكدا من فحواها أو من المقصودين بها، بما ان طارق البشري معروف بأنه من الإسلاميين. يلاحظ ايضا ان هذه اللجنة اعلنت ان مداولاتها سوف تكون سرية. (مصدر)

8- ظلت الاضرابات العمالية تتزايد، و ظل الجيش يحذر منها و يحشد الرأي العام ضدها. في نفس الوقت تم السماح لضباط و أمناء الشرطة بالتظاهر ثم تم صرف مكافآت مالية لهم. (مصدر)

9- ظلت وزارة الفريق أحمد شفيق باقية رغم الرفض الشعبي لها، و لم يستجيب الجيش للمظاهرات في ميدان التحرير المطالبة برحيلها.

10- تجاهل الجيش ايضا المطالب الخاصة بإقالة رؤساء تحرير الصحف القومية، و انتشر جنود الجيش داخل أروقة بعض المؤسسات الصحفية. (مصدرو يغلب على الظن بأن هذا الإجراء كان لحمايتهم نتيجة تصاعد رفض بعض الصحفيين العاملين بهذه الصحف لهم.

11- يوم 19 فبراير طالعتنا جريدة الاهرام باستفتاء على موقعها الإلكتروني حول بقاء المادة الثانية في الدستور في ضربة لا بأس بها للوحدة الوطنية من جريدة قومية، مما عضد النظريات التي تقول بـوجود ثورة مضادة و اشتراك الاعلام القومي بـها. (مصدر)

12- يوم 21 فبراير تم تَغيير بعض الوجوه (لوزارات ثانوية في هذه المرحلة) في حكومة الفريق أحمد شفيق، و لم يتم تَغيير وزراء العدل و الداخلية و الخارجية. قبل الجيش هذا التغيير و أدى الوزراء الجدد اليمين امام المشير طنطاوي. (مصدر)

13- يوم 21 فبراير ايضا فض الجيش بالقوة مظاهرة بمدينة السويس.

14- يوم 22 فبراير استضافت منى الشاذلي بعض اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة على برنامج العاشرة مساء، و من الملاحظ ان هؤلاء الضيوف كانوا يتفادون الأسئلة المهمة مثل مصير المعتقلين السياسيين. في هذا الحوار قال اللواء محمد العصار ردا على السؤال الخاص بسبب بقاء رؤساء التحرير في مناصبهم ان عليهم ان "يقدموا استقالاتهم و يريحونا" (مصدر). و هذا على اقل تقدير أوحي بنقص في الإرادة السياسية لدى الجيش لتطهير الإعلام من أبواق النظام القديم.

15- يوم 22 فبراير ايضا صرح وزير الداخلية وقتها اللواء محمود وجدي على برنامج مصر النهارده انه "لا يوجد لدينا أو لدى القوات المسلحة أي شباب معتقل أو محتجز" مع بعض التصريحات الكارثية الأخرى (مصدر و مصدر). يلاحظ ان هذه التصريحات لم يقابلها نفي من الجيش في أي وقت حتى بعد استقالة اللواء محمود وجدي. جدير بالذكر ان مركز النديم كشف عن مكان اعتقال بعض شباب 25 يناير بعد هذا التصريح بيوم. (مصدر)

16- يوم 23 فبراير اعتدت بعض قوات الجيش بالضرب على صحفيين في وكالة انبـاء الشرق الاوسط من المطالبين باقالة رئيس الوكالة. (مصدر)

17- يوم 23 فبراير ايضا اعتدت بعض قوات الجيش بالضرب على بعض رهبان و العاملين بدير الأنبا بيشوي. (مصدر و مصدر) و هذا مقلق جدا، بغض النظر عن الموقف القانونى لسور الدير الذي يدور حوله النزاع.

18- يوم 24 فبراير قامت مظاهرة في ميدان التحرير احتجاجا على تعامل الجيش مع مشكلة در الأنبا بيشوي، فطوقت قوات الجيش الميدان و لم تسمح لأحد بالإنضمام للمظاهرة. (مصدر)

19- يوم 26 فبراير فجرا قامت قوات الجيش بالهجوم على المعتصمين السلميين بميدان التحرير (مصدرو ضربهم بالعصي الكهربائية (مصدر) و تفريقهم (مصدرو اعتقال بعضهم. من المعتقلين في هذا اليوم عَمر البحيري (مصدر) الذي قامت حملة للمطالبة بالافراج عنه بعدها و لم يفرج عنه حتى الآن.

20- يوم 26 فبراير صباحا أصدر الجيش بيان بأن الإحتكاك الذي حدث في الليلة السابقة لم يكون مقصود (مصدر). يلاحظ ان هذا البيان لم يرافقه أي قرار بالافراج عن من أعتقلوا خلال هذه "الاحتكاكات".

21- يوم 26 فبراير ايضا تم تعيين اللواء طارق المهدي بالشئون المعنوية في منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون (مصدر) مما اوحى بنية الجيش للتأثير على الاعلام الرسمي للدولة. بعد هذا التعيين رأينا كلنا حملة الشئون المعنوية لتمجيد الجيش و انجازاته بشكل مبالغ فيه على جميع قنوات التلفزيون المصري. يلاحظ ان جريدة الوفد كتبت خبر بعد انتهاء تكليف اللواء طارق المهدي بعنوان "اعتصام بالتليفزيون لعودة طارق المهدى" و ذلك يوم 14 مارس. (مصدر)

22- يوم 27 فبراير علمنا ان الجيش سوف يحاكم المعتصمين الذين قبض عليهم يوم 26 فبراير و منهم عَمر  البحيري. (مصدر

23- يوم 28 فبراير أحاطط قوات الجيش المعتصمين بميدان التحرير  فيما يبدو كمحاولة لتخويفهم، ثم انفضت من حولهم بعد فترة. (مصدر)

24- يوم 28 فبراير ايضا انشأت رئاسة الوزراء صفحة على الفيسبوك و نشرت عليها مقطع فيديو للفريق أحمد شفيق يخاطب فيه الشعب و يشير لثورة 25 يناير على انها "ثورتنا" في التفاف آخر حول مطالب المظاهرات برحيله. (مصدر)

25- يوم 1 مارس اكتشفنا ان الجيش حاكم عَمر البحيري في اليوم السابق - المعتقل من يوم 26 فبراير - بتهمة الإعتداء على ضابط (مصدر) بدون السماح له بتوكيل محامي و بدون الإستماع لشهادة الشهود، ثم كانت جلسة النطق بالحكم يوم 1  مارس. علمنا بالحكم على عَمر بخمس سنوات سجن في اليوم التالي. (مصدر)

26- يوم 2 مارس شب حريق كبير بمبنى الجهاز المركزي للمحاسبات (مصدر) و لم نرى أي محاولات من الحكومة أو الجيش لاحتوائه سريعا.

27- يوم 2  مارس ليلا استضافت قناة أون تي في الفريق أحمد شفيق في حوار مباشر على الهواء. (مصدر) في هذا الحوار اصطدم الفريق أحمد شفيق بالدكتور علاء الأسواني (أحد الضيوف) و انفعل كل منهم بشدة. يلاحظ ان في هذا الحوار صرح الفريق أحمد شفيق بأن السبب وراء بقاء وزير العدل ممدوح مرعي في الوزارة هو ان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (المشير طنطاوي) يريده في منصبه أثناء اقرار الدستور الدائم.

يوم 3  مارس أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن قبول استقالة الفريق أحمد شفيق من منصب رئيس الوزراء و تكليف الدكتور عصام شرف برئاسة الوزراء (مصدر).

نكمل بعدين بقى...

Tuesday, March 1, 2011

عن حقوق الإنسان... الآخر




بعد متابعة مجموعة من الاخبار و المناقشات على فيسبوك و غيره، لاحظت إنه فيه ناس كتير مش فاهمة يعني إيه "حقوق الإنسان"، أو فاهمين منها الحتة اللي تخصهم بس!

كمثال، فيه ناس شايفة مثلا إنه أداء الشرطة (أو الجيش) لعملها يتطلب بالضرورة انهم يعملوا - في الناس التانية - حاجات العالم كله بيعتبرهـا انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان.
بتشوف ده في جُمل من عينة: "ما احنا محتاجين قانون الطوارئ (أو حظر التجول) علشان الجيش و الشرطة يلموا المساجين اللي هربوا"
أو: "ماهو لازم محاكم عسكرية علشان نخلص بسرعة مشكلة البلطجية اللي في كل حتة"
أو الجملة المفضلة لدى: "ما المتظاهرين كسروا حظر التجول يوم 26 فبراير، يستاهلوا اللي يجرالهم"

الحقيقة الشرطة نفسها شكلها فاهمة كده، و ده شيء مطمئن جدا!

طيب نبتدي من الأول...
حقوق الإنسان مفروض إنها بديهية، بس للعلم هي مكتوبة في الاعلان العالمي لحقوق الإنسان.

من الإعلان ده ممكن نطلع بشوية إجابات و استنتاجات عن الكلام اللي بيتقال لينا:
1- حظر التجول أصلا بيخرق المادة 13 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان. و مفيش أي سبب منطقي لفرض حظر تجول دلوقتي و حرمان الناس من الحق الطبيعي ده.
افتكر كده امتى فرضوا حظر التجول؟ لما كان الرئيس السابق مبارك بيحاول يلم المظاهرات.
كان فيه بلطجية في الشارع لما أعلنوا الحظر؟ لأ، البلطجية طلعوا بعدها (واخدلي بالك إنت)
طب بس دلوقتي احنا محتاجينه عشان البلطجية! بأنهي منطق؟ هم البلطجية مبيطلعوش غير بعد الساعة 12؟!
بعدين أحسن حماية للشارع المصري طول عمرنا كان وجود ناس فيه لغاية الصبح، و دي حاجة معروفة عن القاهرة بالذات.
فَكر كده، لما كنت بتنزل بلليل، كنت حاسس بالأمان ليه؟ علشان شايف المحلات منورة و فيها زباين و المواصلات شغالة والشوارع مليانة ناس؟ ولا علشان كنت بتشوف دوريات سيارات الشرطة بتلف في الشوارع؟
هو أصلا كان فيه دوريات سيارات شرطة بتلف في الشوارع؟!!

2- الضابط المحترم بتاع "مش هنقدر نحميكم عشان حقوق الإنسان". أهلا بيك! أشكرك على صراحتك لانك ادتنا الفرصة إننا نشوف إزاي بعض ضباط الداخلية بيفكروا لغاية دلوقتي.
للي ميعرفش، الشرطة كانت شغالة بطريقة طريفة جدا. يوم مايحصل سرقة أو أي جريمة، يلموا كل المسجلين خطر و يرموهم في الحجز، و مفيش مانع ياخدولهم علقة لغاية ماحد فيهم يدي الشرطة معلومة مفيدة عن مين اللي ارتكب الجريمة.
لو ده اللي حضرة الضابط بيتكلم عنه، أيوه احنا مش عايزين الكلام ده يحصل تاني!
مش عايزين نصنف الناس "بلطجية" و "مش بلطجية" من الأول. مش عايزين متهمين مبدئيًا حتى يثبت العكس.
 ماحدش طلب من الشرطة تضرب أي واحد شكله "مش ولابد" ماشي في الشارع. احنا عايزين الشرطة تقوم بشغلها. يعني تيجي لما يتعمل بلاغ، و تمسك أي مجرم في حالة تلبس. و تعمل تحريات حقيقية.
ماحدش عايز يعيش في عدم أمان، بس مش علشان نعيش احنا في أمان نعيَّش غيرنا في رعب وظلم مستمر.
حقوق الإنسان هي حقوق لكل انسان، مش حقوق "ولاد الناس" بس. و لو حضرتك من ولاد الناس اللي شايفين غير كده، أحب أبشرك إنك مش ابن ناس ولا حاجة... خد بالك بقى!

3- طيب واحد الجيش أو الشرطة لاقوه بيعمل شغب (حسب كلامهم) و مسكوه متلبس. يعملوا إيه؟
أثناء حفظ الأمن و القبض على أي مثير للشغب و حجزه، ممنوع استخدام أي نوع من التعذيب أو الإهانة أو العنف الغير مبرر ضد أي حد ايا كان.  ده ضد مادة 5 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان.
يعني نطبطب على البلطجي واحنا بنقبض عليه؟ لو مقاومش أثناء القبض عليه... يبقى آه.
بس مش دول مجرمين برضه؟ احتمال، هنعرف بعد التحقيق، بس في كل الحالات مش شغلة الشرطة أو الجيش تطبيق العقاب، شغلتهم القبض على المشتبه فيهم بس.
لو المشتبه فيه قاوم القبض تستخدم القوة بحساب. يعني كل حاجة تتعمل لازم يبقى ليها سبب واضح و مبرر، مش نظام رمونا بالطوب رميناهم بالرصاص بتاع 28 يناير ده!
ليه؟ علشان ده بيفتح الباب للأمن إنه يعمل اللي يعجبه في أي حد بدعوى (اللي ممكن تبقى كاذبة) إنه مجرم. و ده في حد ذاته إجرام.

و ياريت مننساش دايما الفرق ما بين الشخص المسلح و الشخص الأعزل. و الفرق بين الجهاز اللي مطلوب منه الانضباط و المجرم المنفلت. و الفرق ما بين القانون والجريمة. و إلا هيتحول جهاز حفظ الأمن لجهاز إجرامي. (ناس هتقولي ماهو اتحول من زمان، اقولهم  بالضبط كده... و احنا نفسنا نصلح ده، يبقى نطالبهم يمشوا صح)

4- بعد القبض على "مثيري الشغب و البلطجية"، مش من حق الجيش إنه يحاكم أي حد أمام محكمة عسكرية. (أيوه. حتى البلطجية).
ليه؟ عشان ده بيخرق مادة 10 و 11 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ليه دي مشكلة؟ علشان في المحكمة العسكرية القضاء مش مستقل و مبيبقاش محايد (يعني له شغلانة تانية غير القضاء... يعني عنده دافع إنه يحكم لمصلحة شخص أو جهاز معيَّن بشكل غير موضوعي)، و المحاكمة مبتبقاش علنية، و حق الدفاع بيبقى محدود.
هتقولي دول بلطجية و يستاهلوا أكتر من كده! هقولك ايش عرفك إنهم بلطجية، مش يمكن يكون متلفقلهم تهم؟
هتقولي طب نعرف إزاي؟ هقولك هي دي فكرة المحكمة المستقلة المحايدة العلنية اللي فيها دفاع عدل... إنها تقلل (مش هتقدر تلغي تماما، لكن هتقلل) من احتمال تلفيق التهم.
و عموما حتى لو هم بلطجية، المحكمة العسكرية خرق لحقوقهم لإن دول بني ادمين زيك بالضبط و يستاهلوا إن العقاب يبقى على قد الجريمة، و ده مش مضمون في محكمة عسكرية لنفس الأسباب السابقة.

طب نعمل إيه في البلطجية اللي قبضنا عليهم دلوقتي؟ نحطهم في سجن حسب القانون بعد مايتعرضوا على نيابة و يتفتح ضدهم تحقيق لو فيه أدلة كافية.
هتقولي بس كده ممكن بلطجية كتير تطلع من الحجز عشان مفيش أدلة كفاية. هقولك ده شيء مؤسف، بس ترضى ناخد البريء مع المجرمين لكشة واحدة و نرميه في السجن سنين طويلة من غير حتى الحق إنه يدافع عن نفسه كويس؟ فَكر قبل متجاوب، البريء ده بني آدم ممكن عنده زوجة و عيال و اصحاب. ترضى نظلمه كل الظلم ده علشان حضرتك تحس بالأمان؟

و هي دي أهم نقطة في كل اللي فات ده: ماينفعش نسكت على أي ظلم واقع على غيرنا علشان خايفين على نفسنا... و بالمناسبة أي إجراء قمعي إنت راضي عنه علشان متخيل إنه بيحميك، ممكن في أي وقت تلاقيه بيستخدم ضدك!

و مش لازم تبقى ضد النظام علشان تتضر على فكرة، فيه ناس بتتاخد في الرجلين طول الوقت، و الحاجة اللي ممكن تحميك هي احترام حقوقك كإنسان أولا وكمواطن ثانيا...ماتتخلاش عن الحقوق دي سواء ليك أو لغيرك.

كلمة أخيرة: متفكرش إنه الكلام ده بيحصل لغيرك بس... عشان غيرك كان فاكر كده برضه.