Monday, March 19, 2012

حدثوني عن بطرككم


من هو ولما تعبدونه؟
ماذا فعل المسيح حتى تنصبوا بطركا باسمه وتدعوا أن كلام البطرك من كلام الله
المسيح كان يهوديا موبخا لكل رجال الدين المضلين للناس والمنتفعين من مناصبهم. لم يوبخ الايمان اليهودي ولم يعلن أنه بصدد تأسيس دين جديد وان رجال هذا الدين الجديد معهم مقاليد الملكوت ولهم التحدث باسمه...
هل قال لكم ان رجال هذا الدين لا يخطئوا؟ هل قال لكم إن اخطأوا لا تبالوا فلهم السلطان وإن اخطأوا؟ ماذا قال لكم حتى تعبدوا بطرك من بعد اخر؟
تنكرون عن المسيح انسانيته وتدعون انه فعل ما فعل لأنه الله ونحن لا نستطيع لاننا مجرد بشر. ثم تألهون البطرك الإنسان الرافض لانسانية المسيح ولشركتنا في الألوهية مع الله.
إذا بدر منه ما فاق التبريرات المعتادة تدعون كبر سنه ومرضه. هذا الذي اختاره الله حسب ادعائكم لم يحفظ له عقله وهبة التمييز لديه. وعندما يمطر أحد الحكام بكلام أجوف أو بعض سطور الشعر تفاخرون بحكمته الممنوحة من الله له خصيصا.
يحرم من يحرم ويكرم من يكرم، يكيل لكم بمكيالين حسب غناكم وسلطانكم وترون انه من الله.
الهكم منافق محابي للاغنياء وغير محب للخطاة. الهكم قاسي القلب وظالم. الهكم حبه مشروط و نزعته انتقامية. لذلك لا اؤمن بالهكم ولا بطرككم.
الهي محب للكل. قابل للكل. متواضع حقا لا يتعالى على احد. عطوف على الخطاة و المساكين. قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ.
الآن ترك بطرككم عالمنا الأرضي وفي لمح البصر شعر جموع الأقباط أنهم يتامى و انقبضت القلوب حزنا على ذاك الرجل ذو ال 88 عاما. رحل في سرير في مستشفى خاص بعد ان حظي باحسن أنواع العلاج في مصر وفي الخارج . لم يمنع عنه شيء فلم يوضع على ماكينة غسل كلي محملة بفيروسات الآخرين الكبدية ولا عانى عند نقله إلى الخارج للعلاج في استخراج تصاريح السفر وتأشيرات المرور.
أي جزء أحزنكم شديدا هل لانه لم يسلم الكنيسة للمسيح؟ ام لأنه ترككم يتامى دون أب. متى دافع عنكم؟ يوم حلل للحكام موتكم ام يوم حيى ادارتهم للبلاد؟ تدعون وطنيته و دفاعه عن الفتنة؟ تدعون انه حماكم من كل سوء؟ لم يكن يوما معرضا لأي خطر من الذي يواجهه الأقباط عموما و مع ذلك تنسبون له شجاعة لم يقتنيها يوما.
تدعون أنه رجل فوق العادي وانه راس الكنيسة وهو بحسب ترتيب الكنيسة أسقف متقدم بين اخوة. نسيتم ان المسيح هو راس الكنيسة و رئيس كهنتها الأعظم. تدعون ان عدد محبيه وكثرتهم دليل على صدق طريقه و المسيح الذي تحملون اسمه تبعه اثنان حتى الصليب ولم يكن له قبر يوضع فيه.
لا تحزنوا كثيرا سيأتيكم بطرك سريعا وسيكون من تطلبون و ستجدوا معبودا جديدا لتعبدوه . فهنيئا لكم الهكم الجديد.
أما عني أنا فأتمنى ان تكون هذه فرصة لتخرج كنيستي من عباءة الرجل الواحد كلي الحكمة و تصير بالفعل كنيسة مجمعية يرعاها أساقفة اخوة على قدم المساواة.
و اخيرا دعوا الرهبان يعودون إلى اديرتهم ويرجعوا إلى نذورهم الرهبانية. لا تشغلوهم بأمور المال والعالم لأنهم تركوا العالم عن اختيار ورجوعهم اليه هو كسر للنذر أما بقائهم في العالم تحت مسمى رهبان أو أساقفة فانما هو خداع للنفوس.

Thursday, March 15, 2012

في نقد الحوار الكنسي - 2: التواضع



من اكثر الردود التي نراها في الحوار مع خدام الكنيسة هي الدعوة للتواضع... و لنتناول ماذا يقصدون بذلك.

أولا يبدو ان التواضع عندنا هو شيء "تفعله". فهو ليس شيء بداخلك - أو بالأصح لا يهم ان يكون بداخلك -  بقدر ما هو شيء مطلوب منك ان تفعله.
يظهر هذا في الدعوة للتواضع ذاتها - فانت هنا مطلوب منك ان تظهر تواضعك - و يا لها من مفارقة!


قد يكون من السهل رفض الإعتراف بأن هذا التواضع الشكلي منتشر بين الأقباط و الإصرار على ان "القلوب لا يعرفها سوى الله" و "مينفعش نعمم في الكلام"... لو لم تكن قد انتشرت عننا كأقباط سمعة سيئة بخصوص التواضع المزيف حتى صار جزء من صورة نمطية  لنا في المجتمع المصري.
فصورة القبطي النمطية منذ زمن بعيد هي صورة ذلك الشخص الذي يحقر ذاته في كلامه كي لا تستطيع ان تهينه بينما يوجه هو لك الإهانات متسترة خلف احترام كاريكاتوري مبالغ فيه!
أذكر هذه الصورة بوضوح في وصف وجيه غالي في روايته "بيرة في نادي السنوكر" لخادم المنزل القبطي في بيت عائلة غنية.
و بعيدا عن الأدب، كلنا بالتأكيد رأينا أو سمعنا من قبل مشاجرة داخل المجتمع الكنسي من تلك التي تمتلئ بتعبيرات مثل "حاللني" و "أنا ماجيش حاجة جنبك" و "قداستك" و لكنها في نفس الوقت تقطر سما و مرارة.
و بالرغم من انه من الواضح للجميع ان هذا الشكل البغيض من التعامل ليس تواضعا حقيقيا، لكني أعتقد أنه يستمد جزء كبير من وجوده من نظرتنا العامة لما هو التواضع حقيقة.

الإعتقاد السائد هو ان التواضع مرتبط بتحقير النفس عن مستواها الحقيقي الذي تعرفه و يعرفه الجميع.
فمثلا نسمع تعليقات عن فرط تواضع الأنبا شنودة الثالث الذي جعله يجلس على الأرض حينما قابل الأب متى المسكين...
لاحظ هنا ان لا احد يمكنه ان يقول عن جلوس الأنبا شنودة على الأرض ان "هو ده مقامه"، لكننا نرى إختياره ان "يفعل" ذلك تواضعا. أي ان التواضع هنا هو شيء لا علاقة له بحقيقة الإنسان - و الإنسان ذاته يعلم هذا و هو "يفعل" ما يلزم ليكون متواضعا.
هذا هو عادة المقصود بالتواضع عندما يطلب منا في وسط الحوار (أو بعد نهايته) أن نكون متواضعين. المطلوب هنا هو ان نقلل من أهمية و قوة حجتنا بأن نعترف بأننا "غلبانين" و حكمتنا لا يمكن ان تصل إلى حكمة من نجادلهم أو من نتجادل بخصوص آرائهم.

و لكن الأب متى المسكين نفسه كان له رأي مختلف في مسألة التواضع، فقد كتب قائلا "لا أحاول ان اظهر تواضعي او تمنعي اذا طلب مني الصلاة او إبداء الراي في الروحيات، واعتبر ان التواضع الحقيقي هو ان يظهر الانسان علي حقيقته الطبيعية."

وجدت معنى مشابه ايضا في هذه القطعة من تدوينة قبطية كاثوليكية:
تعتبر القديسة تريزا الأفيلية أن التواضع هو اسم آخر للحقيقة. التواضع هو وقفة حقيقة أمام الواقع وأمام ذواتنا. وأسوة بها تقول القديسة تريز الطفل يسوع أن التواضع هو إقرار بالواقع: "يبدو لي أنه لو تسنى لزهرة صغيرة أن تتكلم، لأعربت ببساطة عما صنع إليها الله، دون أن تحاول إخفاء إحساناته، ولما قالت، بتواضع مزيف، إنها قبيحة المنظر لا عطر لها، وإن الشمس قد سلبتها تألقها، وإن العواصف قد كسرت ساقها، بينما تقر في داخلها بأنها على عكس ذلك" (القديسة تريز الطفل يسوع، قصة نفس، مخطوط أ، 3 ش). 


و ايضا نفس هذا المعنى شرحه أحد خدامنا الأعزاء جدا الدكتور سامح جورج (و هو الآن مع المسيح في الفردوس) فقد حكى لنا أحد اصدقائنا - الأعزاء ايضا - هذا الموقف معه:
هو سالنى السؤال ده: ايه هو عكس الكبرياء؟ رديت و قلتله التواضع. رد عليا و قالى انت بجم! عكس الكبرياء صغر النفس و انما التواضع فى ان تعرف امكانياتك وحدودوك و ان تعرف ما انت و استشهد بكلام بولس " انى تعبت اكثر من هولاء فى الضربات اوفر ....


من الواضح طبعا الفرق الكبير بين هذا المفهوم للتواضع و المفهوم الدارج في كنائسنا.

بالنسبة لي فأنا أعتقد أن فهمنا الخاطئ للتواضع هو امتداد ل"لاهوت الدود" المنتشر في تعليمنا الكنسي.
لاهوت الدود (Worm Theology) هو تعبير يطلق على التعليم بأن الإنسان كائن حقير مثل الدودة و لا يستحق محبة الله أو رحمته. المقصود غالبا هو التركيز على كيف ان الله رائع و عظيم لأنه يحبنا برغم ذلك!
مصدر التعبير هو غالبا احد سطور لحن انجليزي قديم لاسحاق واتس تقول (مترجمة): 

"واحسرتاه! أحقا نزف المخلص.. 
و هل مات مليكي؟
و هل أعطى رأسه المقدس..
 لدودة حقيرة مثلي؟"

أتذكر أول مرة لاحظت هذا التعليم عندنا في الكنيسة، كنت صغيرا في السن و كنت مع والدتي في السيارة و كنا نستمع إلى شريط كاسيت ترانيم مسيحية أخذته من معلمة الدين عندنا في المدرسة. لا أتذكر كلمات الترنيمة الآن لكنها كانت شبيهة بكلمات ترنيمة "بقى أنا أستاهل".


أذكر بوضوح ان امي قالت لي وقتها ان الترنيمة لا تعجبها، و بما اني كنت أحب معلمة الدين و بالتالي أحب الترنيمة - فهكذا نفكر و نحن صغار... و يبدو أنا نظل نفكر هكذا و نحن كبار احيانا - بما اني كنت أحب معلمة الدين شعرت بالضيق و سألت أمي لماذا لا تعجبها الترنيمة. اجابتني قائلة اننا يجب ان نعرف ان قيمتنا عند الله عظيمة جدا... فنحن خليقته و أبنائه.


التصقت هذه الكلمات بعقلي الباطن و إن كانت لم تمنعني في فترة شبابي من ترديد ترانيم مثل "بقى أنا أستاهل" بتأثر شديد مثل أي شاب متدين يعيش في حضن الكنيسة. لكن هذه الكلمات عادت تطفو تلقائيا في ذهني عندما بدأت أدرك ان هناك مشكلة حقيقية في نظرتنا لأنفسنا.


فأنا الآن لا افهم حقا ما نوع المجد الذي ننسبه لله بتحقير ذواتنا و نحن أبنائه و أحبائه.
عندما يحب شاب فتاة... هل يكون سعيدا إذا تكلمت عند لقاءهم عن كم هي قبيحة و فقيرة و كم هو عظيم لأنه يحبها برغم ذلك!؟
و لماذا نصر على تجاهل التعليم الخاص بتمجيد طبيعة الإنسان في تجسد المسيح؟
ألم يتجسد المسيح لكي "ياخذ ما لنا و يعطينا ما له؟". كيف يكون لنا ما له و نظل نعيش و نتكلم كمن ما زالوا في قاع الخليقة!؟
هل يعطي أب ميراثا عظيما لإبنه ثم يسر حينما يجده يتحدث معه و مع الآخرين كالمتسولين؟
كيف يمكن ان يرضي تحقيرنا لذواتنا الله!؟

و الذي يؤكد ان هذا التعليم فاسد حتى النخاع هو ان المسيح لم يفعل ذلك قط.
و في الواقع فالمسيح يجب ان يكون مثال التواضع الأعظم بالنسبة لنا كمسيحيين... فهو قد وضع ذاته و أخلاها بأنه نزل من ملكوته إلى عالمنا الساقط ليرفعه اليه ثانيا.
لم يحقر من ذاته لكنه لم يمنعها عن أحد منا.
لم يمتنع عن الكلام في المجمع لصغر سنه لكن نطق بالحكمة الإلهية و تحاور مع المعلمين الأكبر منه سنا و مركزا.
جلس مع العشارين و الخطاة و الزواني و صادقهم و قبلهم إليه.
ارتضى ان يصلب ما بين لصين و ينزل إلى جحيمنا ليشاركنا فيه و ينير وادي ظل الموت بحياته.

و هذا هو بالضبط التواضع المطلوب منا كمسيحيين نحمل الروح القدس - الله ذاته - بداخلنا.
فبالتأكيد نحن لا يمكن ان نمجد الله فينا إن ظللنا نحقر من أنفسنا.


و للحديث بقية... عن سلام الكنيسة الذي نزعزعه بكلامنا




Wednesday, March 14, 2012

في نقد الحوار الكنسي - 1: الإدانة

مؤخرا ازدادت مناقشاتي مع شباب و خدام الكنيسة - غالبا على الفيسبوك - بخصوص القضايا اللاهوتية و الروحية أو الشأن القبطي عموما.
تزداد المناقشات حدة عندما تتطرق لسياسة القيادات الكنسية، و احيانا تزداد حدة حتى لو كان النقاش حول القضايا الروحية فقط، و إن كان يبدو لي ان ذلك دائما لأن النقاش يعود إلى من قال الشيء، أي ان المشكلة دائما ما تكون في الحديث عن مواقف أشخاص بعينهم.

و لذلك عادة ما أسمع نفس الكلام و إن اختلف قائله، و من هذا الكلام:
1- "بلاش تدين حد". يقصد بالإدانة هنا الحديث حول أخطاء الاكليروس (الأنبا شنودة خصوصا) في التعليم أو التفسيرات أو المواقف السياسية.
2- "خليك متواضع". و يقصد بالتواضع هنا الإبتعاد عن الحديث عن من هم أكبر منا مقاما و التسليم بأن حكمتهم لابد و ان تكون فوق كل ما نقوله.
3- "الكلام ده غلط دلوقتي، عايزين نحافظ على سلام الكنيسة". عادة ما يقال ذلك عندما يحتد أحد المتحاورين في الكلام و يبدو ان الأمور "قلبت جد"، و يكون الهدف هو تذكير الجميع بأهمية الإتفاق كقيمة أساسية في الكنيسة.


و غيرها من درر التراث الشعبي الكنسي...


حسنا، فلنتناول كل من هذه الردود على حدة. هدفي لن يكون الرد عليهم بقدر الكشف عن المعتقدات المضرة التي تقف خلف كل من هذه الردود.

و لنبدأ بالإدانة. فقد عانى هذا المفهوم معنا في الكنيسة منذ حملنا الكلمة فوق معناها بكثير.


حاليا في الثقافة الكنسية القبطية تعني هذه الكلمة الحكم بأن شيء أو شخص ما مخطيء.

حتى إذا تغاضينا عن كيف ان هذه الخطيئة يختص بها العامة و لا نسمع أبدا ان أحد الأساقفة قد "أدان" احدا عندما حرمه من الشركة مع المؤمنين، سنجد ان هذا التعريف يضعنا امام مشاكل كثيرة.
سنجد أن المسيحي "الحق" غير مسموح له بالحكم على أي شيء. هذا يعني أنه لا يمكنه ان يعمل بالشرطة أو القضاء و لا يمكن ان يشهد في المحكمة أو حتى يعمل كحكم في مباراة كرة.
ألا تعتمد كل هذه المهن أساسا على الحكم بان أحد الناس قد أخطأ؟
إن كان من الصعب ان تأخذ هذه الأمثلة بجدية فهذا لأنها تلفت النظر إلى أن تعليمنا عن الإدانة ايضا لا يمكن أخذه بجدية.
في الحقيقة إذا أخذنا هذا التعليم بجدية سنجد أننا كمخلوقات أخلاقية نفكر دائما في كل موقف نراه من منطلق الصواب و الخطأ، و هذا يعني أننا طوال الوقت سنضطر ان "ندين" من حولنا و لو لا شعوريا.

هذا من الناحية العملية، من الناحية الكتابية سنجد ان كل موقف قام فيه المسيح بتوبيخ الكتبة و الفريسيين يقع تحت هذا التعريف.
عندما نقول هذا غالبا ما نسمع الرد بأن هذا هو المسيح و لذلك فله حق الإدانة.
بجانب ان هذا يجعل الخطيئة شيء نسبي و يشكك في فكرة ان المسيح بلا خطية بما انه بحسب هذا الكلام ما هو خطيئة نحن عرضة لها فالمسيح ليس أقوى منها لكنها "ماتتحسبش"، بجانب ذلك فهذا اصلا ضد كلام المسيح ذاته عن نفسه: "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ (يو 12: 47)".
ما معنى ذلك؟ كيف يقول المسيح انه لم يأتي ليدين غير المؤمنين به إذا كان قد وبخ الفريسيين و الكتبة كثيرا؟ إذا فماذا كان يفعل؟


ثم فلننظر إلى تعليم "لا تدينوا لكي لا تدانوا" الكتابي:

  • لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا. لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.
  • وَ لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! (متى 7: 1-5)

من المثير للإهتمام أن في نفس هذا الإصحاح نجد المسيح يحذرنا من المعلمين الفاسدين:


  • احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!
  • مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً. لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. (متى 7: 15-20)


كيف يمكننا ان نفعل ذلك دون ان "ندين" هؤلاء المعلمين (الأنبياء) الكذبة؟ كيف ننظر ثمارهم و لا ندينهم؟ أليس الحكم على أعمالهم بالفساد إدانة للأعمال و من يعملها؟
يبدو انه ليس كذلك...
ثم كيف يعلم المسيح قائلا لاَ  تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً (يو 7 : 24)؟
إذا فالحكم على الأمور و الناس لا يعتبر ادانة، بحسب وصية المسيح.


فما هي إذا الإدانة التي يحذرنا منها المسيح؟


المسيح في القطعة أعلاه يأمر "المرائي" بعدم التعرض لأخيه الذي في عينه "قذى". أي انه في قلب التعليم يسعى لحماية اكثرنا خطية من "المنافق" الذين يظهر قداسته من خلال فضح خطايا الضعفاء. هذا الإنسان منافق لأن لديه نفس الخطية و يعلم ذلك، لكنه يكسب سلطة و جاه بإفتراس هؤلاء الذين هم أقل منه - مثل المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل فأتوا بها ليرجموها و "ياخدوا بونطة".
لقد هاجم المسيح كل ذو سلطان متكبر من خلال التوبيخ و النهر و استخدم ألفاظا قاسية أحيانا، بينما تجنب ذلك تماما مع الخطاة المنبوذين الضعفاء مثل هذه المرأة التي أمسكت في ذات الفعل. فما دلالة ذلك؟ هل المسيح - أخلاقيا - يكيل بمكيالين؟


للأمانة، أنا لا أعتقد أن المسيح كان مهتما بالتعليم الأخلاقي بل بالتعليم الروحي، أي ان المسيح كانت بوصلته الأخلاقية مرتبطة بالناس و وضعهم و خلاصهم.
الكتبة و الكهنة كانوا يفسدون الشعب بتعليمهم و كانوا ايضا متكبرين و لذلك كان التوبيخ لكسر كبريائهم كما كان لكسر صورة قداستهم أمام الناس لكي يخرجوا من تحت سيطرتهم. بينما الخطاة الضعفاء مثل المرأة الزانية هم "فتيلة مدخنة" مسحوقة تحت نير الخطية الشخصية و بالتالي كان المسيح رفيقا بها، عطوفا -  تلك التي قال لها "إذهبي، أنا أيضا لا أدينك".
فالإدانة دائما هي الحكم بالهلاك على الخطاة الضعفاء، و هي دائما "نفاق" - أي أنها لأسباب لا علاقة لها بالإصلاح لكن يقوم بها المرائي لينتفع شخصيا. و لهذا يكرهها المسيح و يحذر منها. 

لذلك و للتوضيح، أنا لا أرى رفض الإدانة كنوع من التعليم الأخلاقي من المسيح، لكني أراه موقف نصرة للمساكين.
هو بالضبط نفس الموقف الذي جعله يصب الويلات على الذين هم في السلطة و "يأكلون بيوت الأرامل". و هو نفس الموقف الذي جعله يصادق العشارين و الزواني.
أعني أن تعليم المسيح بعدم الإدانة هو في جوهره نفس التوبيخ الموجه للكتبة و هو نفس التحذير من الأنبياء الكذبة - هو نصرة الضعيف و اذلال المتجبر، و بهذا يصير تعليم "لا تدينوا" متوافق تماما مع توبيخ المنافقين و الظالمين.

لذلك فانا أرى ان ما نفعله نحن في الكنيسة الآن هو بالضبط عكس تعليم المسيح. فنحن نتغاضى عن طرد الخطاة الضعفاء من وسطنا بينما نرفض أي محاولة للكشف عن المعلمين الفاسدين أو المنتفعين من مراكز السلطة. قررنا إن نرفض كل نقد من داخل الكنيسة بدعوى عدم الإدانة و صرنا نعني بها عدم التمييز!
فصرنا نتجنب النقاش حول التعليم الضار، و صرنا نغمض أعيننا عن الفساد الإداري و المالي لدينا، و تركنا الحملان للذئاب الخاطفة - تلك التي تحدث عنها المسيح - كل هذا بدعوى عدم الإدانة.
أرى أننا تركنا قلب تعليم المسيح و فسرناه لكي نغطي على فسادنا.  أي أننا نأخذ الموقف المعاكس تماما لموقف المسيح!
كذلك على المستوى الشخصي و بسبب هذا التعليم أصبحنا كشعب مشلولين فكريا خوفا مما نظنه إدانة - التي هي في الحقيقة تمييز مطلوب بحسب الوصية - أو على الأقل غير قادرين على الحياة بضمير نقي لأننا دائما نشعر أننا ندين من حولنا عندما نمارس التمييز الأخلاقي الطبيعي.


و للحديث بقية - عن التواضع و سلام الكنيسة و غيرها من المفاهيم التي شوهها التعليم الكنسي الحالي.

Monday, March 5, 2012

ضد المسيحية المجردة



سمعت مرارا التعليم بأهمية أن نقضي "زمان غربتنا" في هذا العالم بحرص حتى ما نصل إلى الملكوت.
كما أعرف ان أحد الكهنة في يوم من الايام علم فتاة شابة قائلا لها ان تحذر من الحب، فربما يمتلئ قلبها بحب شاب ما فلا يصبح فيه مجال لحب الله.
و كلنا طبعا نعلم انه من الأفضل ان نتجنب معرفة "أصدقاء السوء" حتى لا نتأثر بطباعهم. أصدقاء السوء هنا هم غالبا أبناء الدين الآخر أو غير المتدينين عموما.

حسنا... أنا عندي مشاكل حقيقية مع أي شكل من أشكال المسيحية التي تم حذف أرضيتها و إنسانيتها و تحولت إلى ديانة أخروية تعففية مجردة!

الله في كثير من الديانات هو الخالق السامي، الآخر الحقيقي بكل ما يمكن ان تعني الكلمة، و لكنه ليس كذلك في المسيحية.
الله في المسيحية تجسد في شخص المسيح، الإنسان، الذي يأكل و يشرب الخمر مع الخطاة و الزواني.
الله في المسيحية رأي انه من الحسن ان "يقيم بيننا".
الله في المسيحية إنسان جدا.

تدبير هذا الإله أراد أن يشاركنا حياتنا و موتنا لأن حينها فقط نشاركه حياته و قيامته.
بعد كل هذا يجعل البعض من المسيحية وسيلة للوصول إلى عالم آخر بعد الموت و كأن المسيح لم يملأ هذا العالم بحياته!
لذلك لا أفهم أبدا كيف يصر بعض المسيحيين على التعليم بأن العالم "عطاياه وقتية" و لا قيمة له و أن هدفنا هو الجهاد للوصول لعالم آخر بعد هذا العالم... هذا ما أعنيه بالديانة الأخروية. 
كيف يتفق هذا و تعليم المسيح بأن "ها ملكوت الله داخلكم"؟ بل كيف يتفق مع عقيدة التجسد ذاتها؟
تجسد الله لا يستقيم مع أخروية العقيدة. الله هنا  و الآن و تحويل أنظارنا إلى "عصفورة" الحياة ما بعد الموت لا معنى له سوى خسارة أرضيتنا التي هي و يا للمفارقة موطن ملكوت السموات بحسب كلام المسيح نفسه!

بالمثل و في نفس الوقت يعلمون بالإنعزال عن العالم و الإلتفاف حول الكنيسة لكي لا نخسر قيمنا و أرواحنا و نتلوث بما في العالم من شرور. كيف يكون ذلك و المسيح ذاته كان دائما في وسط الخطاة؟ بل كيف يكون و المسيح تجسد في وسطنا نحن الخطاة؟
البعض يقول بان هذا يليق بالمسيح المنزه عن الخطأ و لكننا نحن ضعفاء و قابلين للإفساد. و لكن إذا كان هو فقط الذي يقدر على احتمال دنس العالم لماذا كان معه دائما تلاميذه و هم ما زالوا في مرحلة الإعداد؟ إذا فالله يريدنا ان نكون وسط العالم حتى و نحن غير "محصنين". إن كان يجب علينا نحن الإحتماء بالكنيسة من شرور العالم فلماذا أوصانا بأن نكون "نور العالم" و كيف علم بأنهم "لا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة لكي يضيء لكل من في البيت"؟
لماذا نختبئ جميعا داخل ذواتنا و داخل مجتمعاتنا الضيقة؟ و السؤال الاهم هو لماذا نظن أننا سنجد الله في تلك المجتمعات الضيقة إذا كان الله أعلن عن نفسه في ذات العالم الذي نصر على الابتعاد عنه؟

بنفس المنطق لا  أفهم كيف يعلمون عن الله بمعزل عن المسيح... من هو الله القابل للفهم بالنسبة للبشر إن لم يكن المسيح؟
كل مفهوم مجرد عن الله يجب اختباره امام حياة و تعاليم المسيح و إلا سنجد أنفسنا نعبد سحابة من الصفات المجردة التي يستحيل ان تصنع معها علاقة حقيقية.
لذلك أنا أرى ان كل ماسبق هو نتيجة الصراع بين مدرستين في الروحانية، ليست  مدرسة العالم و مدرسة السماء بل مدرسة الإنسانية و مدرسة التجريد. الأولى تريد الإنسان بشحمه و لحمه في قلب كل تعليم  و الأخرى تريد ان تعلم عن اله مجرد لا  معالم له.

و ما أسهل ان نحب المجرد و نبغض الإنسان!
لذلك تمتلئ كنائسنا بمن "يحبون" الله و يحتقرون الآخرين و ينعزلون عنهم. و لكن "المجرد" قد ترك عليائه و صار إنسانا لكي لا نستطيع ان نفعل ذلك بعد!

فكما انه من الواجب علينا ان نشك في كل مفهوم مجرد عن الله بمعزل عن تجسده و الذي هو المسيح كذلك ينبغي ان نشك في كل مشاعر حب مجردة معزولة عن البشر - و بالأولى من هم حولنا.

"فَإِنْ قَالَ أَحَدٌ: «أَنَا أُحِبُّ اللهَ !» وَلكِنَّهُ يُبْغِضُ أَخاً لَهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي يَرَاهُ، فَكَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يَرَهُ قَطُّ؟"
القطعة المليئة بالإدانة أعلاه هي من رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع، و هي تلخص ما أحاول أن أقوله في السطور الكثيرة السابقة.

إن أحببنا إله غير منظور حبا مجردا و تركنا الحب الحقيقي المحسوس حولنا فهذا لا يختلف في شيء عن إذا ادعينا كمسيحيين الإيمان بالله و الكفر بالمسيح. لا يعني سوى أن فهمنا للحب - أو لله - مشوه بشدة.
إن ذلك يشبه من زاره المسيح فتركه جالسا في الصالون و دخل إلى مخدعه "للصلاة" - و يا حبذا لو بالأجبية!

إن كان الله يريدنا ان نعبده مجردا لما تجسد. و إن كان يريدنا ان نترك العالم لما أتى إليهو إن كان يريدنا ان نحبه دونا عن البشر لما أحبنا أولا.

Thursday, March 1, 2012

ﻣﺘﻰ 23 - ترجمة* معاصرة



    1 حينئذ خاطب يسوع الشعب و أبنائه 2 قائلا على كرسي مارمرقس جلس البابا و الأساقفة. 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه و افعلوه. و لكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون. 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس و هم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم. 5 و كل اعمالهم يعملونها لكي ينظرهم الناس. فيعظمون عمائمهم و يزينون أهداب ثيابهم. 6 و يحبون المواقع المميزة في الولائم و المجالس الأولى في الكنائس. 7 و التحيات في الشوارع و ان يدعوهم الناس "يا سيدنا يا سيدنا". و أما انتم فلا تدعوا أحدا سيدنا لأن معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة. 9 و لا تدعوا أحدا على الارض "أبونا" لان اباكم واحد الذي في السموات. 10 و لا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح. 11 و أكبركم يكون خادما لكم. 12 فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع!

    13 لكن ويل لكم ايها الكهنة و الأساقفة المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون. 14 ويل لكم ايها  الكهنة و الأساقفة المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الارامل. و لأسباب أخرى تطيلون صلواتكم. لذلك تاخذون دينونة أعظم. 15 ويل لكم ايها الكهنة و الأساقفة المراؤون لانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا مسيحيا جديدا واحدا. ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم اكثر منكم مضاعفا. 16 ويل لكم ايها القادة العميان القائلون من مات للوطن فليس بشيء.ولكن من إستشهد لمعتقداتنا فله الإكليل. 17 ايها الجهال والعميان ايهما اعظم المعتقد ام الإيمان الذي يقدس المعتقد؟ 18 و من خدم الإنسان فليس بشيء، ولكن من خدم الكنيسة يفيد. 19 ايها الجهال والعميان ايهما اعظم الكنيسة ام الإنسان الذي يقدس الكنيسة؟ 20 فإن من اعتنى بالإنسان فقد اعتنى به وبكل ما قام عليه. 21 و من مات لإيمانه فقد شهد له و للساكن فيه. 22 ومن نظر للسماء فقد استحضر عرش الله والجالس عليه.

23 ويل لكم ايها الكهنة و الأساقفة المراؤون لانكم تعطون عشوركم وتركتم اثقل الإنجيل الحق والرحمة والايمان. كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك! 24 ايها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل 25 ويل لكم ايها  الكهنة و الأساقفة المراؤون لانكم تنقون خارج الكأس والصينية وهما من داخل مملوان اختطافا ودعارة. 26 ايها الكاهن الاعمى نق اولا داخل الكاس والصينية لكي يكون خارجهما ايضا نقيا. 27 ويل لكم ايها الكهنة و الأساقفة المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. 28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما.

29 ويل لكم ايها الكهنة و الأساقفة المراؤون لانكم ترفعون البخور قبالة أيقونات الانبياء و تباركون رفات القديسين. 30 وتقولون لو كنا في ايام الكهنة القدامى لما شاركناهم في دم الانبياء. 31  فانتم تشهدون على انفسكم انكم خلفاء قتلة الانبياء. 32 فاملأوا انتم مكيال ابائكم. 33 ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟ 34 لذلك ها انا ارسل اليكم خداما وحكماء و معلمين فمنهم تحرمون وتقطعون، ومنهم تحاكمون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة. 35  لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم القس إبراهيم عبد السيد الى دم مينا دانيال الذي قتلتموه بسكوتكم. 36 الحق اقول لكم ان هذا كله يأتي على هذا الجيل.

    37 يا كنيسة الأسكندرية يا قاتلة الانبياء و طاردة المرسلين اليها، كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا. 39 لاني اقول لكم انكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الاتي باسم الرب.


*بتصرف نابع من الإيمان - و ربما حتى من روح الله القدس