Monday, March 19, 2012

حدثوني عن بطرككم


من هو ولما تعبدونه؟
ماذا فعل المسيح حتى تنصبوا بطركا باسمه وتدعوا أن كلام البطرك من كلام الله
المسيح كان يهوديا موبخا لكل رجال الدين المضلين للناس والمنتفعين من مناصبهم. لم يوبخ الايمان اليهودي ولم يعلن أنه بصدد تأسيس دين جديد وان رجال هذا الدين الجديد معهم مقاليد الملكوت ولهم التحدث باسمه...
هل قال لكم ان رجال هذا الدين لا يخطئوا؟ هل قال لكم إن اخطأوا لا تبالوا فلهم السلطان وإن اخطأوا؟ ماذا قال لكم حتى تعبدوا بطرك من بعد اخر؟
تنكرون عن المسيح انسانيته وتدعون انه فعل ما فعل لأنه الله ونحن لا نستطيع لاننا مجرد بشر. ثم تألهون البطرك الإنسان الرافض لانسانية المسيح ولشركتنا في الألوهية مع الله.
إذا بدر منه ما فاق التبريرات المعتادة تدعون كبر سنه ومرضه. هذا الذي اختاره الله حسب ادعائكم لم يحفظ له عقله وهبة التمييز لديه. وعندما يمطر أحد الحكام بكلام أجوف أو بعض سطور الشعر تفاخرون بحكمته الممنوحة من الله له خصيصا.
يحرم من يحرم ويكرم من يكرم، يكيل لكم بمكيالين حسب غناكم وسلطانكم وترون انه من الله.
الهكم منافق محابي للاغنياء وغير محب للخطاة. الهكم قاسي القلب وظالم. الهكم حبه مشروط و نزعته انتقامية. لذلك لا اؤمن بالهكم ولا بطرككم.
الهي محب للكل. قابل للكل. متواضع حقا لا يتعالى على احد. عطوف على الخطاة و المساكين. قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ.
الآن ترك بطرككم عالمنا الأرضي وفي لمح البصر شعر جموع الأقباط أنهم يتامى و انقبضت القلوب حزنا على ذاك الرجل ذو ال 88 عاما. رحل في سرير في مستشفى خاص بعد ان حظي باحسن أنواع العلاج في مصر وفي الخارج . لم يمنع عنه شيء فلم يوضع على ماكينة غسل كلي محملة بفيروسات الآخرين الكبدية ولا عانى عند نقله إلى الخارج للعلاج في استخراج تصاريح السفر وتأشيرات المرور.
أي جزء أحزنكم شديدا هل لانه لم يسلم الكنيسة للمسيح؟ ام لأنه ترككم يتامى دون أب. متى دافع عنكم؟ يوم حلل للحكام موتكم ام يوم حيى ادارتهم للبلاد؟ تدعون وطنيته و دفاعه عن الفتنة؟ تدعون انه حماكم من كل سوء؟ لم يكن يوما معرضا لأي خطر من الذي يواجهه الأقباط عموما و مع ذلك تنسبون له شجاعة لم يقتنيها يوما.
تدعون أنه رجل فوق العادي وانه راس الكنيسة وهو بحسب ترتيب الكنيسة أسقف متقدم بين اخوة. نسيتم ان المسيح هو راس الكنيسة و رئيس كهنتها الأعظم. تدعون ان عدد محبيه وكثرتهم دليل على صدق طريقه و المسيح الذي تحملون اسمه تبعه اثنان حتى الصليب ولم يكن له قبر يوضع فيه.
لا تحزنوا كثيرا سيأتيكم بطرك سريعا وسيكون من تطلبون و ستجدوا معبودا جديدا لتعبدوه . فهنيئا لكم الهكم الجديد.
أما عني أنا فأتمنى ان تكون هذه فرصة لتخرج كنيستي من عباءة الرجل الواحد كلي الحكمة و تصير بالفعل كنيسة مجمعية يرعاها أساقفة اخوة على قدم المساواة.
و اخيرا دعوا الرهبان يعودون إلى اديرتهم ويرجعوا إلى نذورهم الرهبانية. لا تشغلوهم بأمور المال والعالم لأنهم تركوا العالم عن اختيار ورجوعهم اليه هو كسر للنذر أما بقائهم في العالم تحت مسمى رهبان أو أساقفة فانما هو خداع للنفوس.

No comments:

Post a Comment