Wednesday, March 14, 2012

في نقد الحوار الكنسي - 1: الإدانة

مؤخرا ازدادت مناقشاتي مع شباب و خدام الكنيسة - غالبا على الفيسبوك - بخصوص القضايا اللاهوتية و الروحية أو الشأن القبطي عموما.
تزداد المناقشات حدة عندما تتطرق لسياسة القيادات الكنسية، و احيانا تزداد حدة حتى لو كان النقاش حول القضايا الروحية فقط، و إن كان يبدو لي ان ذلك دائما لأن النقاش يعود إلى من قال الشيء، أي ان المشكلة دائما ما تكون في الحديث عن مواقف أشخاص بعينهم.

و لذلك عادة ما أسمع نفس الكلام و إن اختلف قائله، و من هذا الكلام:
1- "بلاش تدين حد". يقصد بالإدانة هنا الحديث حول أخطاء الاكليروس (الأنبا شنودة خصوصا) في التعليم أو التفسيرات أو المواقف السياسية.
2- "خليك متواضع". و يقصد بالتواضع هنا الإبتعاد عن الحديث عن من هم أكبر منا مقاما و التسليم بأن حكمتهم لابد و ان تكون فوق كل ما نقوله.
3- "الكلام ده غلط دلوقتي، عايزين نحافظ على سلام الكنيسة". عادة ما يقال ذلك عندما يحتد أحد المتحاورين في الكلام و يبدو ان الأمور "قلبت جد"، و يكون الهدف هو تذكير الجميع بأهمية الإتفاق كقيمة أساسية في الكنيسة.


و غيرها من درر التراث الشعبي الكنسي...


حسنا، فلنتناول كل من هذه الردود على حدة. هدفي لن يكون الرد عليهم بقدر الكشف عن المعتقدات المضرة التي تقف خلف كل من هذه الردود.

و لنبدأ بالإدانة. فقد عانى هذا المفهوم معنا في الكنيسة منذ حملنا الكلمة فوق معناها بكثير.


حاليا في الثقافة الكنسية القبطية تعني هذه الكلمة الحكم بأن شيء أو شخص ما مخطيء.

حتى إذا تغاضينا عن كيف ان هذه الخطيئة يختص بها العامة و لا نسمع أبدا ان أحد الأساقفة قد "أدان" احدا عندما حرمه من الشركة مع المؤمنين، سنجد ان هذا التعريف يضعنا امام مشاكل كثيرة.
سنجد أن المسيحي "الحق" غير مسموح له بالحكم على أي شيء. هذا يعني أنه لا يمكنه ان يعمل بالشرطة أو القضاء و لا يمكن ان يشهد في المحكمة أو حتى يعمل كحكم في مباراة كرة.
ألا تعتمد كل هذه المهن أساسا على الحكم بان أحد الناس قد أخطأ؟
إن كان من الصعب ان تأخذ هذه الأمثلة بجدية فهذا لأنها تلفت النظر إلى أن تعليمنا عن الإدانة ايضا لا يمكن أخذه بجدية.
في الحقيقة إذا أخذنا هذا التعليم بجدية سنجد أننا كمخلوقات أخلاقية نفكر دائما في كل موقف نراه من منطلق الصواب و الخطأ، و هذا يعني أننا طوال الوقت سنضطر ان "ندين" من حولنا و لو لا شعوريا.

هذا من الناحية العملية، من الناحية الكتابية سنجد ان كل موقف قام فيه المسيح بتوبيخ الكتبة و الفريسيين يقع تحت هذا التعريف.
عندما نقول هذا غالبا ما نسمع الرد بأن هذا هو المسيح و لذلك فله حق الإدانة.
بجانب ان هذا يجعل الخطيئة شيء نسبي و يشكك في فكرة ان المسيح بلا خطية بما انه بحسب هذا الكلام ما هو خطيئة نحن عرضة لها فالمسيح ليس أقوى منها لكنها "ماتتحسبش"، بجانب ذلك فهذا اصلا ضد كلام المسيح ذاته عن نفسه: "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ (يو 12: 47)".
ما معنى ذلك؟ كيف يقول المسيح انه لم يأتي ليدين غير المؤمنين به إذا كان قد وبخ الفريسيين و الكتبة كثيرا؟ إذا فماذا كان يفعل؟


ثم فلننظر إلى تعليم "لا تدينوا لكي لا تدانوا" الكتابي:

  • لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا. لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.
  • وَ لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! (متى 7: 1-5)

من المثير للإهتمام أن في نفس هذا الإصحاح نجد المسيح يحذرنا من المعلمين الفاسدين:


  • احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!
  • مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً. لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. (متى 7: 15-20)


كيف يمكننا ان نفعل ذلك دون ان "ندين" هؤلاء المعلمين (الأنبياء) الكذبة؟ كيف ننظر ثمارهم و لا ندينهم؟ أليس الحكم على أعمالهم بالفساد إدانة للأعمال و من يعملها؟
يبدو انه ليس كذلك...
ثم كيف يعلم المسيح قائلا لاَ  تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً (يو 7 : 24)؟
إذا فالحكم على الأمور و الناس لا يعتبر ادانة، بحسب وصية المسيح.


فما هي إذا الإدانة التي يحذرنا منها المسيح؟


المسيح في القطعة أعلاه يأمر "المرائي" بعدم التعرض لأخيه الذي في عينه "قذى". أي انه في قلب التعليم يسعى لحماية اكثرنا خطية من "المنافق" الذين يظهر قداسته من خلال فضح خطايا الضعفاء. هذا الإنسان منافق لأن لديه نفس الخطية و يعلم ذلك، لكنه يكسب سلطة و جاه بإفتراس هؤلاء الذين هم أقل منه - مثل المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل فأتوا بها ليرجموها و "ياخدوا بونطة".
لقد هاجم المسيح كل ذو سلطان متكبر من خلال التوبيخ و النهر و استخدم ألفاظا قاسية أحيانا، بينما تجنب ذلك تماما مع الخطاة المنبوذين الضعفاء مثل هذه المرأة التي أمسكت في ذات الفعل. فما دلالة ذلك؟ هل المسيح - أخلاقيا - يكيل بمكيالين؟


للأمانة، أنا لا أعتقد أن المسيح كان مهتما بالتعليم الأخلاقي بل بالتعليم الروحي، أي ان المسيح كانت بوصلته الأخلاقية مرتبطة بالناس و وضعهم و خلاصهم.
الكتبة و الكهنة كانوا يفسدون الشعب بتعليمهم و كانوا ايضا متكبرين و لذلك كان التوبيخ لكسر كبريائهم كما كان لكسر صورة قداستهم أمام الناس لكي يخرجوا من تحت سيطرتهم. بينما الخطاة الضعفاء مثل المرأة الزانية هم "فتيلة مدخنة" مسحوقة تحت نير الخطية الشخصية و بالتالي كان المسيح رفيقا بها، عطوفا -  تلك التي قال لها "إذهبي، أنا أيضا لا أدينك".
فالإدانة دائما هي الحكم بالهلاك على الخطاة الضعفاء، و هي دائما "نفاق" - أي أنها لأسباب لا علاقة لها بالإصلاح لكن يقوم بها المرائي لينتفع شخصيا. و لهذا يكرهها المسيح و يحذر منها. 

لذلك و للتوضيح، أنا لا أرى رفض الإدانة كنوع من التعليم الأخلاقي من المسيح، لكني أراه موقف نصرة للمساكين.
هو بالضبط نفس الموقف الذي جعله يصب الويلات على الذين هم في السلطة و "يأكلون بيوت الأرامل". و هو نفس الموقف الذي جعله يصادق العشارين و الزواني.
أعني أن تعليم المسيح بعدم الإدانة هو في جوهره نفس التوبيخ الموجه للكتبة و هو نفس التحذير من الأنبياء الكذبة - هو نصرة الضعيف و اذلال المتجبر، و بهذا يصير تعليم "لا تدينوا" متوافق تماما مع توبيخ المنافقين و الظالمين.

لذلك فانا أرى ان ما نفعله نحن في الكنيسة الآن هو بالضبط عكس تعليم المسيح. فنحن نتغاضى عن طرد الخطاة الضعفاء من وسطنا بينما نرفض أي محاولة للكشف عن المعلمين الفاسدين أو المنتفعين من مراكز السلطة. قررنا إن نرفض كل نقد من داخل الكنيسة بدعوى عدم الإدانة و صرنا نعني بها عدم التمييز!
فصرنا نتجنب النقاش حول التعليم الضار، و صرنا نغمض أعيننا عن الفساد الإداري و المالي لدينا، و تركنا الحملان للذئاب الخاطفة - تلك التي تحدث عنها المسيح - كل هذا بدعوى عدم الإدانة.
أرى أننا تركنا قلب تعليم المسيح و فسرناه لكي نغطي على فسادنا.  أي أننا نأخذ الموقف المعاكس تماما لموقف المسيح!
كذلك على المستوى الشخصي و بسبب هذا التعليم أصبحنا كشعب مشلولين فكريا خوفا مما نظنه إدانة - التي هي في الحقيقة تمييز مطلوب بحسب الوصية - أو على الأقل غير قادرين على الحياة بضمير نقي لأننا دائما نشعر أننا ندين من حولنا عندما نمارس التمييز الأخلاقي الطبيعي.


و للحديث بقية - عن التواضع و سلام الكنيسة و غيرها من المفاهيم التي شوهها التعليم الكنسي الحالي.

14 comments:

  1. عندى اعتراضات جذرية

    الادانة فى رأيى هى الفعل الخالى من المحبة.. هى "الفعل" وليس "المفعول به".. كيف عرفت المفعول اذا كان ضعيفا أم منافقا؟ أعتقد ان ده حكم مبنى على الفراغ، وكل واحد ورأيه.. هل كلنا ضعفاء وكل من فى السلطة منافقين؟ أعتقد أننا لو أدركنا أن كلنا بشرا نخطئ كان الموضوع يبقى أسهل كثيرا.. داود النبى زنى وقتل مع أن الله شهد أن قلبه كقلب الله.. ماذا لو بطرك ما زنى وقتل حاليا؟

    أرجع لنقطة الإدانة كحكم.. أعتقد أنك ممكن تختلف مع أى فعل بدون الحكم على الفاعل.. يعنى مش "الحكم على أعمالهم بالفساد إدانة للأعمال و من يعملها".. ده بدون ضحك على النفس.. ومبنى على النقطتين دول:

    1. اختلف مع الفعل بمحبة: بدون حدة - بدون سخرية - بدون ظن السوء - بدون حكم عليه - بدون بدون بدون.. 1كو13
    أنا مقتنع تماما أن الكثير من الأفعال قد تسر الله أو تضايقه بحسب الدوافع التى وراءها.. وبما انى استحالة أعرف الدوافع فأنا أعلن اعتراضى على الفعل، ويبقى الحكم اذا كان الشخص مخطئا أم لا فى يد "فاحص القلوب والكلى الله البار".
    يعنى أنا معترض تماما على موقف البابا من الثورة.. بس أنا شخصيا مش عارف كيف يمكن أن يكون تركيزى وفكرى فى عمر ال90 عاما، وشباب قضيته فى ظل استبداد سياسى حتى تطبع به تفكيرى وأصبحت أميل الى أسلم الاختيارات أو أقلها سوءا.. وأقرأ الأهرام من 70 عاما، ومصادرى من المحيطين بى غير موثوق فيها ومعرفش ايه الفيسبوك ده أصلا.. وهكذا.. أعترض تماما على الموقف ولا أعرف حكم الله ببساطة.. حكمه على الدوافع مش حكمه على صحة الموقف من عدمه.
    بلاش السياسة.. أنت تعرف هانى مينا جيدا.. هل سمعته أو رأيته مرة غاضب على البابا أو يتهمه بفساد السلطة؟ لا أعتقد.. بالكتير بيقول: "ربنا يسامحه"!! يبقى ليه احنا بنتطوع بالهجوم؟

    2. اختلف مع الفعل بتواضع لأن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة.. أكيد كلامك مش صح بنسبة 100% وكلامه مش غلط 100%
    هل صاحب العمل ممكن يسبقنى إلى الفردوس؟ طبعا.. ده مش بيخلينى أرفض معارضته، اوعى تفهم انى أقصد كده، وانما "أحترم نفسى" وأنا بأعارض.

    مايكل

    ReplyDelete
  2. وبالتالى نقدر نفهم توبيخ الكتبة والفريسيين بمنطق أخر
    أن الله هو الوحيد الذى يعرف ريائهم وبالتالى يستطبع الحكم عليهم.. "بأى سلطان تفعل هذا؟" نعم هو نفسه الله فاحص القلوب والكلى.. لكن نحن كبشر: "من أعطاك هذا السلطان" ؟
    لا أرى أى منطق فى حكمنا نحن البشر على مدى "رياء" الناس واستحقاقهم للحكم عليهم من ناحيتنا
    !!!!!

    شكرا لسعة صدرك يا بيتر

    مايكل

    ReplyDelete
  3. طب أولاً أحب أعرف يا مايكل ازاي بتفسر أن المسيح في حديثه الموجه للفريسيين سخر منهم (تعشرون النعنع و الشبث) و أدانهم قدام الجميع و أظنه أحتد لما طرد الباعة من الهيكل ... و سبق و قال "أيها الحيات أولاد الأفاعي"
    ثانياً أنت لما تقول لحد أن سلوكك مفهوش محبة فأنت برضه بتحكم عليه لأنك (بمنطقك ال أنت لسه قايله) شفت الفعل لكن متعرفش الدافع أو الاحساس الداخلي للانسان ... Oxymoron
    ثالثاً و ده الأهم .. أذكر مثال للمعارضة ال أنت شايفها صح

    باختصار أنا شايف أنك بتعمل نفس الحاجة ال بتقولنا منعملهاش .. بتخوض في نوايانا و مشاعرنا و بتشوف أن هدفنا النيل من الشخص مش انتقاد الفعل ... عرفت منين ؟

    ReplyDelete
  4. بالنسبة لأولا فراجع التعليق الثانى

    ثانيا أنا مش بقول لحد ان سلوكه مفيهوش محبة لكن علامات المحبة موجودة فى 1كو13 فبقول لازم نلتزم بيها

    ثالثا.. أنا ذكرت علامات المعارضة السليمة وشايف انها غير قابلة للتحقيق، وشفتها فى ناس كتير، عايز أقولك ان تعاليم العدالة الالهية أصلا أنا اتعلمتها من كهنة ورهبان قبل ما أبدأ أقرا لهانى مينا أو جورج حبيب، وقد ايه الرهبان كانوا يجلوا كل الاحترام للبابا وغيره.. وبصراحة اتعلمت منهم هذا الاتجاه
    مقدرش أقولك على مثل لأن لازم نكون احنا الاتنين شايفين نفس المثل
    يمكن أبونا أنطونيوس أمين؟ أو أبونا سارافيم البراموسى حاليا؟

    أما تعقيبك الأخير.. فأنا متفق معاه جزئيا اننا منقدرش نقتنى نقاوة الفكر دى بنسبة 100% لكن لازم أعرف على الأقل اته خطأ.. أحاول محكمش على حد بقدر الامكان وأعترف به كلما أحسست بالوقوع فيه

    مايكل

    ReplyDelete
  5. أنا قريت تعليقك تانى يا سميث وحاسس انكك ممكن ماتكونش فهمتنى صح.. أنا أقصد بالمحبة انك مش حاسس بأى غضاضة ناحية الشخص ده.. وتقدر تصلي له وتحزن لما أصابه وهكذا

    وأكيد ربنا كان يحب الكل بما فيهم الكتبة والفريسيين حتى لو النص الواصل الينا لم يوضح ذلك أو لم نحس منه بذلك

    مايكل

    ReplyDelete
  6. الجملة الأخيرة دي يا مايكل هي بالضبط قصدي فوق لما كتبت إن "بسبب هذا التعليم أصبحنا كشعب مشلولين فكريا خوفا مما نظنه إدانة - التي هي في الحقيقة تمييز مطلوب بحسب الوصية - أو على الأقل غير قادرين على الحياة بضمير نقي لأننا دائما نشعر أننا ندين من حولنا عندما نمارس التمييز الأخلاقي الطبيعي."

    أنا شايف إن دي مشكلة كبيرة في فهمك للإدانة. المشكلة دي مش موجودة في فهمي ليها.
    ده أولا.
    ثانيا أنت شايف إن الإدانة هي الفعل الخالي من المحبة و أنا موافق على كده من حيث المبدأ. المسيح كان بيحب الكتبة و الفريسيين برغم انه وبخهم. بالعكس أنت كده بتأكد كلامي.

    و يكفيني في النقطة دي إني مؤمن بالصلح الكوني (Universal Reconciliation)
    يعني أنا مؤمن تماما إن حتى الأنبا شنودة و الأنبا بيشوي (شفت "حتى" دي) هاقابلهم في السما في يوم من الايام. ده عموما بيساعدني إني ماحسش بكراهية تجاههم - و إن كنت ساعات بأحس بغضب - لكن ده لا يمنع أبدا إني انتقدهم علنا و بدون إحترام بالمعنى الدارج

    و طبعا تعليقاتك مرحب بيها دايما :)

    ReplyDelete
  7. الجملة الأخيرة دي اللي هي "تعقيبك الأخير.. فأنا متفق معاه جزئيا اننا منقدرش نقتنى نقاوة الفكر دى بنسبة 100% لكن لازم أعرف على الأقل اته خطأ.. أحاول محكمش على حد بقدر الامكان "

    بتردوا بسرعة أصلكم :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. Right, Peter.. I just consider that feeling as the 'correction error' in my mind control loop (sorry for non-engineers :)
      You remember last time when I said sth that hurts you and I apologized? This is some sort of the same thing, this is the loop error. I am trying to minimize it. So I believe it is a good thing, rather than a problem, for me and for others, and it typically applies to critisizing all other people as well as I should apply it to you.

      Michael

      Delete
    2. how about we make a distinction between "criticizing" and "condemnation"?
      Defining الإدانة as criticizing someone a huge problem for me as explained in the post.
      Defining it as condemnation isn't, it's also neater, more logical and makes our understanding of Christ more consistent.

      Delete
  8. بالنسبة للنقطة بتاعة "بأى سلطان تفعل هذا؟". ده مايفسرش سؤالي فوق عن المعلمين (الأنبياء) الكذبة. احنا نميزهم إزاي من غير إدانة بتعريفك؟

    أما المحبة التي لا تسخر... أنا آسف بس الحدة و السخرية مهمين جدا ساعات. مش هاقدر أشرح ليه أنا شايف انهم مهمين هنا علشان ده عايز تدوينة بحالها على الأقل. بس زي ما قال وينستون - حلوة وينستون دي - حتى المسيح احتد على ناس و سخر من ناس. في الواقع كل الأمثال اللي كان يقصد بيها الفريسيين هي سخرية بتعريفنا النهاردة (فكر فيها زي سكيتش كده)

    و اخيرا مستحيل تحكم على فعل بدون الحكم على الفاعل. أنا كان رأيي كده زمان على فكرة و بعدين اكتشفت إن ضميريا ماقدرش. ده غير إن زي ما قلت المسيح حكم على أشخاص مش بس أفعال ولا أفكار.

    ReplyDelete
  9. أضف الى ذلك ما قاله بولس لبطرس لما لاقاه بيسلك بنفاق ... و أنتقده علناً و بحدة بالرغم من حداثة بولس بالنسبة لبطرس ... مرة أخرى الفعل و الروح هما ال بيفسروا النص

    ReplyDelete
  10. @Peter,

    Concerning the false teachers
    The church role is to protect faith, not to judge people. The church banned Arios, Makdonios and also banned Origanos and St. John Chrisostom at some time! The church does what she sees ok to protect faith, but God will judge all at the end. I hope you understand my point.

    Concerning Jesus, I can't judge it through reading some verses, but I know that God's emotions do not go against anyone whoever is.

    Finally, I am still believing in not to judge people, and I see people that are applying it in a very good way, so don't blame me :)

    I believe that both ideas are clear now, so let's keep the 'judgement' to the reader :D I should start work

    Michael

    ReplyDelete
  11. I wasn't talking to the reader, Michael, I was talking with you.
    Anyway I will agree that there seems to be nothing more to say, as usual.
    Thanks for taking the time to comment.

    ReplyDelete
  12. أنا عارف انك كنت بتتكلم معايا وأنا بتكلم معاك -بالمناسبة أنا ساعات كتير بقتنع- بس احنا حددنا نقط الاختلاف فخلاص مفيش مبرر لاستمرار الحوار.. شخصيا لسه مش مقتنع بنظرية "النسبية" فى تمييز من تعتبرهم منافقين عمن تعتبرهم ضعفاء

    استمتعت بالحوار عامة

    مايكل

    ReplyDelete