Friday, May 24, 2013

التجسد و شركتنا في الحياة الإلهية (1) - مقتطفات آبائية قصيرة


ملحوظة: هذه محاولة متواضعة جدا لترجمة ملف ارسله لي أحد الأصدقاء قديما. سأنشر الترجمة في شكل سلسلة بدلا من دفعة واحدة لعلها تكون اسهل في الإستيعاب.
أرجو و إن كانت الترجمة ضعيفة ان تصل إلى القارئ حرارة الايمان وراء الكلمات.

صلاة ليوحنا الأكبر:
أنت الذي مخفي ومخبأ داخلي
اكشف داخلي
السر المخفي الخاص بك؛
و اوضح لي
جمالك الذي هو في داخلي،
يا أيها الذي قد بناني 
كمعبد لك تسكن في،
اجعل سحابة من مجدك
تلقي بظلالها داخل المعبد الخاص بك،
حتى يمكن لخدام ملجأك
 ان يصرخون بالحب لك: 
"قدوس"
ككلمة تحرق بالنار والروح، حاملة تأثر عظيم ممزوج مع
العجب والدهشة، ناشطة كحركة حية
من قبل قوة كيانك.


الرؤية المنسية للقديس إيريناوس

كتابات القديس إيريناوس (c.125-c.202) بشأن الخطيئة الأصلية متفائلة بشكل حازم و متباينة بشكل ملحوظ عن تلك الخاصة بالقديس أوغسطينوس (354-430). وهو أيضا أقرب زمنيا للوضع النهائي للتقليد الرسولي: علم ​​السيد المسيح الرسل الذين علموا بوليكاربوس الذي علم إيريناوس. بالتالي فنحن لدينا في كتابات القديس إيريناوس شاهد عيان على تقليد الرسل في وقت مبكر جدا .
لم يكن إيريناوس ببلاغة أغسطينوس. فهو يطلب من قرائه العذر و يشرح أنه ولد في سميرنا الناطقة باليونانية في آسيا الصغرى لكنه لم يعيش ويعمل في المجال الأكاديمي. قضى حياته في ليون البلد الحدودية حيث كان يتحدث مع الفلاحين بلغتهم الأم. ولكننا سوف نشاهد أن أفكاره سامية و قلبه دافئ و ذاكرته حادة وتعليمه مدهش. له خمسة مجلدات "Haereses Adversus" مكتوبة باللغة اليونانية واجهت العلم الزائف الذي للغنوصيين في عصره وسمرتهم إلى الحائط.

إيريناوس وأغسطينوس كلاهما اتفقا على أن آدم أخطأ وخسر الهبة الأولي التي هي الشركة مع الله و أن كل البشر ماتوا كنتيجة لخطيئة آدم. ولكن في حين أن أغسطينوس يرى أن خطط الله الأصلية قد أحبطتها الخطيئة الأصلية فإن  إيريناوس يرى نفس الخطيئة باعتبارها خطوة تكاد تكون ضرورية لتعليم الجنس البشري. إيريناوس يرى أن الله وضع خططه مع وضع الخطيئة في الحسبان بالفعل منذ البداية. قرر أنه سوف يخلق الانسان حرا. توقع الإثم ثم جهز الإحتياطات وفقا لذلك. سيساعد الإنسان على استخدام هذه الحرية بشكل صحيح - و الخطيئة هنا هي نقطة انطلاق لتسهيل عملية التعلم. المسيح سيأتي على استعداد تام للتعامل مع الوضع - الذي هو  سقوط الجنس البشري - ثم يعيد انجماع الجنس البشري الساقط تحت رأس واحد هو المسيح (recapitulation) و يقوده إلى الآب.

أما أغسطينوس فسيبرز المسيح كفكرة لاحقة - كخطة ثانية بعدما فشلت الأولى. يتم إرسال المسيح إلى العالم كما مصلح، لرأب الصدع الناجم عن الكارثة التي تسبب فيها آدم. وحتى مع ذلك، أغسطينوس يضعنا  في عالم لم يتم إصلاحه تماما من قبل المسيح. إنه عالم، كما يصر، فيه الله لا يزال يعاقبنا على آثام آدم. يجعل الأمر يبدو كما لو كنا نعيش في ضواحي تشيرنوبيل بعد انصهار قلب المفاعل النووي.

(يتبع...)

No comments:

Post a Comment